المقالات والابحاث العلمية




النطفة الأمشاج وتحديد جنس الجنين

Picture





 









 

قال اللهتعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْيَكُنْشَيْئًامَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍأَمْشَاجٍنَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].وقال عزوجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْشُعُوبًاوَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِأَتْقَاكُمْإِنَّاللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة الحجرات: 13].أحاديثالإعجاز:أخرجالإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى اللهعليهوسلم وهويحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنهعن شيء لايعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول اللهصلىالله عليهوسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة،فقالاليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).التفسيراللغوي:قال ابنمنظور في لسان العرب:
"
نطفة: النطفة هي صغار اللؤلؤ والواحدة نَطَفةُ ونُطَفَةٌشبهتبقطرةالماء".وقالالزبيدي في تاج العروس: "ونطفت آذان الماشية، وتنطفت: ابتلّتبالماءفقطرت.أمشاج: جمع مشج وهي الأخلاط، يقال: مشجت هذا بهذا إذا خلطتهوهومشوج بهومشيج أي مخلوط".فهمالمفسرين:قال ابنجريرالطبريالمتوفي سنة (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَىالإِنسَانِحِينٌمِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّاخَلَقْنَاالإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًابَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].قال: "إناخلقنا الإنسان من نطفة أمشاج: إنا خلقنا ذرية آدممن نطفةيعني: من ماء الرجل وماء المرأة، والنطفة كل ماء قليل في وعاء،وقولهأمشاج: يعني أخلاط واحدها مشج ومشيج يقال منه إذا مشجت هذا بهذا، خلطته، وهومشوجٌبه، ومشيجأي مخلوط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة".وقالالحسن البصري: "مشج (أي) خلط ماء الرجل مع ماء المرأة".وقالمجاهد: "خلق الله الولد من ماءالرجلوماء المرأة، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُإِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى}".وقال ابنكثير المتوفى سنة (774 هـ) في تفسيرآية سورة الإنسان: "يقول الله تعالى مخبراً عن الإنسان أنه وجد بعد أنلميكن شيئاًمذكوراً لضعفه وحقارته، فقال تعالى: "هل أتى على الإنسان حين من الدهرلميكن شيئاًمذكوراً" ثم بيّن ذلك فقال جل جلاله: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَمِنْنُطْفَةٍأَمْشَاجٍ} أي أخلاط والمشج والمشيج، الشيء المختلط بعضهفيبعض".قال ابنعباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: من نطفة أمشاج: "يعنيماءالرجلوماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ثم ينتقل بعد من طور إلى طور، ومن حالإلىحال، ومنلون إلى لون"، وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن البصري والربيع: "الأمشاجهواختلاطماء الرجل بماء المرأة".وقال سيدقطب في ظلال القرآن في تفسيرهللآيةأيضاً: "الأمشاج الأخلاط، وربما كانت هذه إشارة إلى تكوّن النطفة منخليةالذكروبويضة الأنثى بعد التلقيح، وربما كانت هذه الأخلاط تعني المورثات الكامنةفيالنطفة،والتي يمثلها ما يسمونه علمياً "الجينات"، وهي وحدات الوراثةالحاملةللصفاتالمميزة لجنس الإنسان أولاً ولصفات الجنين العائلية أخيراً، وإليهايُعزىسَيرالنطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان لا جنين أي حيوان آخر كماتُعزىإليهاوراثة الصفات الخاصة في الأسرة، ولعلها هي هذه الأمشاج المختلطة منوراثاتشتى".وهكذا نرىأن أغلب المفسرين من قدامى ومعاصرين متفقون على أنالنطفةالأمشاجهي النطفة المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة.أما آيةسورة الحجراتوهي قولهتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍوَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، فقد قال ابن جريرالطبري فيتفسيرهلها: "يقول الله تعالى: يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكرمنالرجال،وماء أنثى من النساء".وقال ابنكثير في تفسيره لها أيضاً: "يقول تعالىأنه خلقهممن نفس واحدة وجعل منها زوجها وهما آدم وحواء".فهمعلماءالحديث:قالالإمام ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة (852 هـ) في فتحالباري -كتابالقدر- "والمراد بالنطفة المنيّ وأصله الماء الصافي القليل، والأصل في ذلكأنماء الرجلإذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناًهيّأأسبابذلك". ثم قال: "وزعم كثير من أهل التشريح أن منيّ الرجل لا أثر له فيالولدإلا فيعقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب (أي الموضوع) تُبطِلذلك".قالالإمام ابن قيّم الجوزية المتوفى سنة (751 هـ) في كتابه "التبيانفي أقسامالقرآن": "ومني الرجل وحده لا يتولد منه الولد ما لم يمازجه مادة أخرىمنالأنثى".وقالأيضاً: "إن الأعضاء والأجزاء والصورة تكوّنت من مجموعالماءين،وهذا هو الصواب".يتبيّنلنا مما ذكرناه أن ما اكتشفته البشرية فيالقرنالتاسع عشر وأوائل القرن العشرين قد تحدّث عنه القرآن الكريم والسنةالنبوية،واعتقدهالصحابة والتابعون وسائر علماء التفسير والحديث تماماً كما نفهم نحناليومما تذكرهالاكتشافات العلمية.المقدمةالتاريخية:لم تكنالبشريةتعرف عنالنطفة الأمشاج شيئاً فقد كان الاعتقاد السائد لدى الفلاسفة والأطباءأنالجنينإنما يتكون من ماء الرجل، وفي القرن الرابع قبل الميلاد، كان أرسطو أولمنأفرد علمالأجنة ببحث خاص بناه على ملاحظاته على كثير من أجنة الطيوروالحيوانات،وقد لخّصأرسطو في بحثه عن معتقدات أهل زمانه، وحصرها فينظريتين: الأولى: وهي أنالجنين يكون جاهزاً في ماء الرجل، فإذا وصل ماء الرجل إلى الرحم، نماكماتنموالبذرة في الأرض آخذاً غذاءه من الرحم.الثانية: أن الجنين يتخلق من دمالحيض حيثيقوم المني بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن، فتعقده وتحوله إلىجبن.. وليسللمني في إيجاد الولد دور وإنما له دور مساعد مثل دور الأنفحة فيإيجاداللبن.وقد أيدأرسطو هذه النظرية الأخيرة ومال إليها.ومنذ أنلخص أرسطوالنظرياتالسائدة في عصره بالنسبة لتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصارنظريةالجنينالكامل المصغّر الموجود في ماء الرجل، وأنصار الجنين الكامل المصغر فيبويضةالمرأةولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من الذكر والأنثى يساهمانبالتساويفي تكوينالجنين.وبعداختراع الميكروسكوب، قال العالم "ليفين هوك" (Leeuwen Hoek) وزميله "هام" (Hamm) باكتشافالحيوان المنوي في مني الإنسان عام 1677، كما قامالعالم "جراف" (Graaf) بوصفحويصلة البويضة التي سُمّيت باسمه إلى اليوم "حويصلةجراف" وذلك عام 1672.وفي سنة 1839 وصف "شوان" (Schwann) و "شليدن" (Schleiden) خلاياالإنسان وقالا بأنها الأساس لجسم الكائن البشري.وفي عام 1859 عرف العلماءأنالحيوان المنوي ليس إلا خلية حية وكذلك البويضة.وفي عام 1875 استطاع "هيرتويج" (Hertwig) ملاحظةكيفية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة، وأثبت بذلكأنهمايساهمانفي تكوين البويضة الملقحة، وكان بذلك أول إنسان يشاهد عمليةالتلقيحويصفها.وفي عام 1883 تمكن "فان بندن" (Van Beneden) من إثباتأن كلاً منالبويضةوالحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة، كماأثبت "بوفري" (Boveri) بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائصوراثيةمختلفة،واستطاع "مورجان" (Morgan) عام 1912أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنهاموجودة فيمناطق خاصة من الكروموسومات.وهكذايتجلى لنا أن الإنسانية لمتعرف أنالجنين يتكون بامتشاج واختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في القرنالتاسععشر، ولميتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.بينما نجدالقرآن الكريموالسنةالنبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق مننطفةمختلطةسماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان: {إِنَّاخَلَقْنَاالإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُسَمِيعًابَصِيرًا}.وقوله صلىالله عليه وسلم لليهودي: "يا يهودي، من كلٍّ يُخلق مننطفةالرجل ونطفة المرأة" أخرجه الإمام أحمد في مسنده.وقد أجمعأهل التفسير علىأنالأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماءالمرأة.حقائقعلمية:

-
يحويالسائل المنوي ما بين مائتينإلىثلاثمائةمليون حيوان منوي، واحد منها هو المسؤول عن تلقيحالبويضة.
-
البويضةالملقحةأو النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحوين المنوي لبويضةالمرأة.
-
إذالقحالبويضة حوين منوي ذكر (Y) فإنالجنين يكون ذكراً، أما إذا لقح البويضة حوينمنويأنثى (X) فإنالجنين سيكون أنثى.مراجععلمية:جاءفيالموسوعة البريطانية ما نصه:

"
النطفةالأمشاجمشيجخليةجنسية تناسلية تحتوي وحدة واحدة مختلفة من الكروموسومات أو نصفالمادةالجينيةاللازمة لتكوين كائن كامل (haploid) خلالعملية الإخصاب، تندمج أمشاج الذكروالأنثىلتؤلف خلية واحدة تحتوي على عدد مزدوج من الكروموزومات تسمىاللاقحة. الأمشاجيمكن أن تكون متشابهة بالشكل، مثل القالب الأسود (Rhizopus) أو يمكنأنيكون هناكأكثر من شكل مورفولوجي (Heterogamy).أمشاجالحيوانات تظهر أشكالاًمتطورة (Heterogamy) تُسمى (Oogamy).والأمشاجالذكرية صغيرة وحَرِكة ويطلقعليهاالحيوان المنوي، والأمشاج الأنثوية كبيرة وغير متحركة ويطلق عليهااسمالبويضة."وجهالإعجاز:وجهالإعجاز في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية هو تقريرهابأنالنطفةالأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة، وأن تحديد جنسالجنينيعود إلىنوعية الحوين المنوي ذكراً أو أنثى، وهذا ما كشف عنهالطبالحديث. 

 



الذرة
في القرآن الكريم

Picture












الذرة هي أصغر جزء من المادة، هذا ما كان يعتقده العلماء لسنوات طويلة، ولكن تبين أن في الذرة ما هو أصغر منها، لنتأمل الحقيقة العلمية والآية القرآنية




 لقد سُمِّي النصف الأول من القرن العشرين بعصر الذرة حيث تم وضع الأسس السليمة لعلم جديد هو الفيزياء الذرية. وربما كان من الكشوف الهامة في هذا العلم اكتشاف ما يسمى بالنظائر وتحديداً النظائر المشعة والتي مهدت الطريق أمام الوصول إلى التفاعلات الذرية

إذن نحن عندما نتحدث عن أي عنصر كيميائي، مثلاً الحديد، لا يكفي ذكر اسم هذا العنصر، بل يجب أن نحدد الثقل الذري له. فالثقل الذري (أو الوزن الذري) يختلف من عنصر لآخر ويختلف داخل كل عنصر. فلدينا الحديد 55، والحديد 56، والحديد 57، وهذه كلها حديد، ولكنها مختلفة بوزنها الذري.

وعندما نتعامل مع التفاعلات الذرية لا يجوز أن نقول (ذرة حديد) فحسب، بل يجب أن نضع إلى جانبها وزنها الذري لنعرف ما نوع هذه الذرة، لأن كل ذرة لها ثقل محدَّد.

وإذا ما حطَّمنا هذه الذرة وجدنا أنها تتركب من جسيمات أصغر منها مثل الإلكترون والبروتون والنيوترون، وهذه بدورها تتركب من أجسام أصغر منها تسمى بالكواركات.

 ولكن الذرات لا توجد بشكل منفرد في الكون بل توجد على شكل مجموعات تسمى بالجزيئات، فمثلاً نجد أن ست ذرات حديد ترتبط مع بعضها لتشكل جزيئاً من الحديد. وهذه الجزيئات ترتبط مع بعضها أيضاً لتشكل مادة الحديد.

إذن يتعامل علماء الذرة مع مقياسين أثناء دراستهم: فعندما يتعاملون مع أجزاء الذرة ومكوناتها (ما هو أصغر من الذرة) فهذا يسمى بالفيزياء النووية، وعندما يتعاملون مع مجموعة من الذرات أو ما يسمى بالجزيئات فهذا يسمى بالفيزياء العادية.

 

 ومن عجائب القرآن أنه تحدث عن كل هذه الأشياء في آية واحدة ! فانظر إلى قول الحق تبارك وتعالى عن علمه   بكل شيء: (مَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [يونس: 61].

في هذه الآية لم يقل ربنا سبحانه وتعالى: (من ذرّة)، بل قال:، وقد وردت كلمة (ذرّة) في القرآن ست مرات وتسبقها دائماً كلمة (مثقال)، ليؤكد لنا الله تعالى على أن للذرة ثقلاً أو وزناً، وأن كل ذرة إنما تُحدَّد بهذا الثقل، أو ما يسمى حديثاً بالوزن الذري.

ونحن اليوم إذا فتحنا أي مرجع علمي في علم الذرة نجد أن العلماء دائماً يكتبون اسم الذرة وإلى جانبها وزنها الذري، وهذا ما فعله القرآن في جميع الآيات التي تحدثت عن الذرة حيث ارتبطت كلمة (مثقال) بكلمة (ذرّة) دائماً.

ثم نجد في الآية ذاتها إشارة إلى ما هو أصغر من الذرة، أي أجزائها، وهذا ما يسمى بالفيزياء النووية، وكذلك في الآية إشارة إلى ما هو أكبر من الذرة، أي الجزيئات، وهذا ما يسمى بالفيزياء: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر).

وهنا نتساءل، بل نوجه السؤال لكل من يظن بأن القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم: كيف استطاع رجل يعيش قبل 1400 سنة أن يدرك هذه التفاصيل الدقيقة عن علم الذرة؟ بل كيف استطاع في ذلك الزمن أن ينتج كتاباً كاملاً ومتكاملا لا نجد فيه أي خلل أو نقص أو عيب أو خطأ؟





الزواج مودة ورحمة

Picture
 








هذه دراسة جديدة تقول بأن المودة والرحمة تتولد من خلال الزواج بين الرجل والمرأة، على عكس الاعتقاد السابق ... لنقرأ....






في دراسة أجريت على 34500 شخص تبين أن الزواج يساعد على الاستقرار النفسي، ويخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب. وارتكزت الدراسة على مسح لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع البلدان النامية والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي [1].

يقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو" في نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."

وتؤكد هذه الدراسة جملة أبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن الطلاق قد يؤدي لانتكاسات صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.

ونقول دائماً إن كل ما جاء في كتاب الله عز وجل صحيح ومطابق للعلم. فالزواج سنّة نبوية وشريعة إلهية، فمن أعرض عن الزواج فإنه يخالف بذلك تعالم الخالق وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

يقول تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. فهذه المودة والرحمة والهدوء والاستقرار النفسي... تنشأ بفعل الزواج، ولكننا كمسلمين نعتقد أن الله تعالى هو الذي وضع هذا النظام وليست الطبيعة!

إن الملحدين عزفوا عن الزواج ولجؤوا إلى الصداقة والشذوذ والفاحشة، فكانت الأمراض الجنسية المعدية، وكان الاكتئاب الذي يعصف بالمجتمع الغربي، حتى إن أحدث دراسة تقول إن 13 % من أطفال أمريكا مصابون باضطرابات نفسية!

وتعالوا معي إلى المجتمعات الإسلامية، وعلى الرغم من التخلف العلمي إلا أننا نجد نسبة الاكتئاب والانتحار والأمراض الجنسية أقل بكثير جداً من أي بلد "إباحي"، وهذا دليل مادي على قوة تعاليم الإسلام وصدق هذه التعاليم وفائدتها بالنسبة للمجتمع.

إذاً نستطيع القول بأن علماء الغرب اليوم وبعد دراسات طويلة ينادون بالزواج كضرورة ماسة لصحة الفرد وزيادة دخله واستقرار حالته النفسية، ويؤكدون من خلال أبحاثهم العلمية أن الزواج أفضل من الرهبانية... ونقول: أليس هذا ما جاء به الإسلام بقبل أربعة عشر قرناً؟!!

أليس النبي الكريم هو القائل: (لا رهبانية في الإسلام)؟ أليس هذا النبي الرحيم هو الذي قال لذلك الشاب الذي عزف عن الزواج: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)؟ [2] إذاً يا صديقي الملحد: لماذا ترفض تعاليم هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟

بقلم عبد الدائم الكحيل